والحي عبارة عن منطقة سكنية بُنيت بداية من القرن الخامس قبل الميلاد فوق ردميات أكثر قدما. وكانت المساكن الأولى ذات أحجام متواضعة وذات مخططات مختلفة ولا تتضمن فناء أوسط؛ وقد بُنيت على بعد حوالي ثلاثين مترًا من السور الذي أقيم على حافة الشاطئ خلال نفس الفترة. وقد خضعت هذه المنطقة لعملية إعادة تهيئة واسعة النطاق انطلاقا من أوائل القرن الثاني قبل الميلاد، وأسفرت هذه العملية عن ظهور منازل متسعة رائعة الزخرفة وذلك من خلال ضمّ منازل أقدم وأصغر حجما. وقد اختفى الباب الذي كانت تؤدي إليه عدة شوارع وأفرز ذلك قطعة أرض جديدة أقيم عليها حي متعامد واسع الأرجاء يحتوي على عدة منازل. وكان لكل منزل، بالإضافة إلى البئر التي كانت تُستخدم في تلك الفترة لسدّ الحاجة إلى مياه الشرب، عدة صهاريج تحت أرضية. وكانت مساحة بعض هذه المنازل تتجاوز الـ 1000 م 2 ويمكن أحيانا أن تصل إلى 1500 م 2. وقد تكون هذه المساكن معدة لإيواء عائلات وفيرة العدد، مما يفسر تعدد الصهاريج. وكانت هذه المساكن الفسيحة ثرية الزخرفة والتزويق ومن ذلك الأعمدة المكسوة بالجص التي تعلوها تيجان مكسوة هي الأخرى بالجص. كما كانت الجدران تُكسى بالجص وتُطلى بالدهان. وما من شك في أن أهم الاكتشافات هي الأرضيات المكسوة بالفسيفساء على الطريقة البونية.
ويمكن الوصول إلى جميع المنازل من خلال ممر ضيق يؤدي إلى فناء محاط بأروقة تتيح الوصول إلى غرف المرافق وغرف النوم. ولم تكن الشوارع معبدة. كما لم تكن مجهزة بقنوات للصرف الصحي، حيث كان لكل منزل بالوعة لتصريف المياه المستعملة.