ولم يشهد المعلم خلال القرن التاسع عشر أية أشغال أو ترميمات تذكر. على أن المسافرين الأوروبيين الذين زاروا المدينة آنذاك أشاروا إلى أنه كان يحظى بالصيانة الضرورية بفضل ريع الأحباس الموقوفة عليه، وأنه كان في حالة جيدة ومجهزا بحوالي عشرين مدفعا من العيار الثقيل وتُعسكر به حامية. وتحوَّل المعلم بعد عام 1881إلى ثكنة، ثم تدهورت حالته بشكل كبير بداية من عام 1893 حيث انهارت الأسطح وجزء من السور الشرقي. وظل على تلك الحال الى عام 1900 حين تم ترميمه.

ويتخذ المعلم في هيئته الراهنة شكلا مربعًا تقريبا يبلغ ضلعه 50 مترًا، وترتفع بزواياه أربع أبراج تختلف من حيث الشكل والحجم. وإذا ما استثنينا البرج الحفصي طولاني الشكل، والذي يتجاوز ارتفاعه السور الخارجي ويتكون داخليًا من غرفتين دفاعيتين، تعود جميع الأبراج والأسوار الخارجية إلى القرنين السادس عشر والسابع عشر. وللمعلم مدخل وحيد، يعلوه بروزويفضي إلى رواق ينعرج مرتين وتوجد به نقيشة يعود تاريخها إلى عام 1600. وقد بنيت الأسوار الخارجية (بارتفاع 12 مترًا وسمك6 أمتار) في معظمها من التراب المدمّك وهي مدعومة بجدار مبني بالحجارة. وتحفّ بالصحن مجموعة من الحجرات استخدمت في السابق كزنزنات اومخازن ، وقد شهدت عدة تغييرات.  ويتوسط الصحن ضريح سيدي بوعلي، أحد المتطوعين للجهاد في نهاية القرن الخامس عشر. وغير بعيد عنه كان يوجد قبر الداي علي لاز، الذي أُعدم عام 1673 في أعقاب التمرد الذي قاده ضد الباي مراد الثاني.