أنشئ متحف جرجيس في مبنى كنيسة شيدت في بداية الـقرن الماضي من طرف الأب قابـريـال ديـشاي وسُمّيت بكنيسة نوتردام دي لاغارد ودُشّنت يوم 10 ماي 1926.
يتمثل مخطط الكنيسة في شكل صليب ويحتوي مدخلها على سقـيفة تعلوها قبة الجرس التي هُدمت وعُوّضت بقبّة عادية. بعد تجاوز المدخل يجد الزائر نفسه في صحن الكنيسة، وهو عبارة عن قاعـة فـسيحة مستطـيلة الشكل مغطاة بأربع أسقف عالية مقـوسة ومدعمة بـتـقويسات. تحيط بالصحن أروقة جانبية تحتوي على ثلاث فسحات متصلة ببعضها وبها وضعت واجهات العرض.
في آخر الصحن، يوجد جناح الكنـيسة الذي يضفي عليـها شكل الصلـيب. يفضي هذا الجناح على غرف متـقابلة ثم على الخورس المغطى بقبة عالية وتحيط به أروقة تفضي إلى غرفـتين متـقابلتين قد تكون إحداها غرفة القداس.
يعرض المتحف مجموعات أثريـة متـنوعة، أُكـتشـفت بشبه جزيرة جرجيس المنـتمية قديما إلى منطـقة سـرت الصغرى التي كانـت تخضع للنفـوذ البوني ثم الروماني، ومن بين هذه المجموعات، نذكر قطعا فخارية بونـية الأصل: جـرة صغيرة من شمّاخ، صحن من زيتا (زيّان) وقـنينة عطر من جيقـتي... وقد خُصصت إحدى الواجهات لعرض أنصاب اكتشفـت في توفاة زيّان وهي مزينة برموز متصلة بالآلهة تانـيت مثل الصولجان والهـلال والقرص الشمسي والمثلـث...
ويعرض المتحف كذلك تاج عمود من الطراز الأيوني ونقـيشة جنائزية لاتـينية " لأنطونيا ماكسيما "، إضافة إلى مجموعات فخارية رومانية معروضة بالواجهات على الجـهة اليمنى وهي متأتـية من شمّاخ ; خوي الغدير ورأس لمسة وبوقـرنين. وسط الصحن، يُعرض مجسّم يمثل الساحة العمومية بمدينة جيقتي والمعالم المحيطة بها، وبآخر الصحن تُعرض خمس تماثيل رخامية أكتشفـت بالساحة العمومية لموقع زيطا ويمثل أحدُها الإله أبولّون.
أما الواجهات بالجهة اليسرى فتُعرض فيها مجموعة من الجرار التي اكـتُشـفت بموقعي زيان وشمّـاخ أين عثر الآثاريون على بقايا أفران لصنع الفـخار. وكانت هذه الجرارمخصصة لنـقل الزيـوت والمنتوجات البحرية مثل الأسماك المملحة والقاروم.وتعرض واجهات أخرى أثاثا جنائزيا اكتُشف بمقابر شمّاخ ويتمثل في جرار وأكواب وصحون من النوع الآريتيني المستورد من إيطاليا، إضافة إلى سلة من الفخار كانت تستعمل في طقوس متصلة بالإلهة المصرية إيزيس. وتُعرض بالواجهة الأخيرة مواد تنتجها شبه جزيرة جرجيس مثل الزيوت والملح والمنتوجات البحرية وخاصة الإسفنج.