أقيم متحف سيدي عمر عبادة للفنون والتقاليد الشعبية في ضريح عمر عبادة الذي يقع في ضاحية عبادة بالقرب من مصلى الزيتونة. وكان هذا الولي الصالح، واسمه أبو حفص عمر عبادة بن سالم العياري، معلّم حدادة. وقد أمر احمد باي ببناء هذه الزاوية للشيخ عمر عبادة حوالي عام 1266 هـ / 1845 م.، حيث دفن بها عام 1855 م. وكان عمر عبادة شخصية غير عادية حاضر البديهة وبه لوثة من جنون العظمة. وفيما كان علماء الدين يشككون فيه كان عامة الناس يهابونه ويسعون الى الحصول على بركته ويعتقدون في كراماته. وقد نسجت التقاليد الشفوية حول هذه الشخصية العديد من الحكايات والأساطير التي احتفظت بها الذاكرة الجماعية إلى يوم الناس هذا.
في عام 1982، حُوِّلت القاعة الكبرى بالزاوية، التي تؤوي ضريح الشيخ، إلى متحف حيث عُرضت فيه قطع صنعها سيدي عمر عبادة أو كانت على ملكه.
ولعل هذه القطع، ذات المقاسات الضخمة، وغير الوظيفية تعكس هوس العظمة الذي اشتهرت به هذه الشخصية المتفردة. وهي تشتمل على سيوف من الحديد المطاوع محفوظة في أغماد من الخشب الصلد ورفوف وغليون ضخم ومراسي عملاقة وصناديق لحفظ الأمتعة... جُلبت من القاعدة البحرية بغار الملح وتبرع بها أحمد باي للزاوية. ويعود مجمل هذه القطع إلى النصف الأول من القرن الثالث عشر الهـجري / القرن التاسع عشر الميلادي. ويحمل بعضها نقوشًا محفورة بالخط المغاربي. وتشمل نصوص هذه النقوش آيات قرآنية وبعض النبوءات وجوانب من حياة سيدي عمر عبادة ومواقفه من مسائل وأحداث معينة جدّت في زمنه. وتُشكّل هذه القطع مدوّنة لصنعة الحدادة والنجارة بالقيروان في القرن الثالث عشر الهجري / التاسع عشر ميلادي.