منذ القديم، طوّرت جهة الساحل – الثريّة بطبيعتها المعطاء وبما عرف به أبناؤها من كدّ وجدّ – صناعاتها التقليديّة، فأضافت إلى ما تدّره خيرات الأرض أو البحر عدّة موارد هامّة، خاصّة منها المصنوعات الفاخرة التي تسهم في الاحتفاظ طويلا بالثروة، ثمرة العمل اليوميّ. من ذلك صناعة النسيج، وخاصّة الحرير، وصناعة المعادن النفيسة اللّتان احتلّتا المرتبة الأولى قبل صناعة الفخّار والخشب، الخ... كلّ ذلك يعكسه متحف الفنون والتقاليد الشعبيّة بالمنستير، حتّى لو ظلت الملابس التقليديّة، ولا سيما النسائية، تستأثر بمكانة مرموقة.
ففي المجتمع التقليديّ يعدّ جهاز العروس ( لباس، حليّ، منسوجات أو أوان نحاسية...) بمثابة رأس المال المدّخر للشدائد. ولذلك تجتهد العائلات في تجهيز بناتها كمّا وكيفا بأثمن الجهازات وأوفرها عددا (عشرات قطع الملابس الخفيفة) وبأفخر حلل الزينة المحلاّة بخيوط الذهب والفضّة، بالإضافة إلى المصوغ بمختلف أنواعه.