قابس مدينة كبيرة من مدن الواحات ذات ماض تليد، تقع في مفترق أهم الطرق التي تربط الشطر الشمالي للبلاد التونسية بأعماق العالم الصحراوي. و هي البوابة التي تفتح على داخل المناطق البربرية المتحصنة في جبال مطماطة الوعرة. كل هذه المميزات تجعل من قابس نقطة التقاء لثروات إنسانية عديدة و متنوعة، و هي ثروات تنعكس بكل وضوح في متحفها المركز على مختلف الخصائص العرقية.
أقيم متحف قابس في معلم تاريخي هو مدرسة بنيت في العهد المرادي تعود إلى أواخر القرن السابع عشر، و هي عبارة عن مجمّع يحتوي على جناح للتعليم الديني و جامع و مبيت للطلبة، و يمتاز الكل بتناسق المعمار، البسيط و الأنيق في آن واحد. و يقع هذا المعلم قرب معلم تاريخي آخر هو زاوية سيدي أبو لبابة الأنصاري، أحد أولياء المدينة الصالحين، و قد وفد من جزيرة العرب مع أول وفود الفاتحين المسلمين.
أما محتوى المتحف فهو مركّز على حياة الواحات من خلال أربعة اهتمامات رئيسية: الصناعات المنزلية و الزواج و التغذية و الفلاحة. و في المتحف أيضا بعض القطع الأثرية: تيجان ونقائش على الحجارة ومرمدات جنائزية، إلخ...